Add to Book Shelf
Flag as Inappropriate
Email this Book

فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدوّنين وتناقض مناهج المحدّثين : دِرَاسةٌ لإثباتِ وُقُوْعِ التَّحْريْفِ والتَّناقُضِ في مَصَادِرِ الحَدِيثِ وقواعدِه عنْدَ العامَّةِ وأثرُ ذلكَ في فَضَائِلِ أهْل البَيْتِ عليهِمُ السَّلامُ

By البلداوي, وسام, الشيخ

Click here to view

Book Id: WPLBN0004023652
Format Type: PDF eBook:
File Size: 5.23 MB
Reproduction Date: 11/14/2012

Title: فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدوّنين وتناقض مناهج المحدّثين : دِرَاسةٌ لإثباتِ وُقُوْعِ التَّحْريْفِ والتَّناقُضِ في مَصَادِرِ الحَدِيثِ وقواعدِه عنْدَ العامَّةِ وأثرُ ذلكَ في فَضَائِلِ أهْل البَيْتِ عليهِمُ السَّلامُ  
Author: البلداوي, وسام, الشيخ
Volume:
Language: Arabic
Subject: Non Fiction, Religion, أهل البيت
Collections: Authors Community, Islam
Historic
Publication Date:
2012
Publisher: شعبة الدراسات والبحوث الاسلامية في قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة
Member Page:

Citation

APA MLA Chicago

وسام البلداوي, B. ا. (2012). فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدوّنين وتناقض مناهج المحدّثين : دِرَاسةٌ لإثباتِ وُقُوْعِ التَّحْريْفِ والتَّناقُضِ في مَصَادِرِ الحَدِيثِ وقواعدِه عنْدَ العامَّةِ وأثرُ ذلكَ في فَضَائِلِ أهْل البَيْتِ عليهِمُ السَّلامُ. Retrieved from http://gutenberg.cc/


Description
مقدمة اللجنة العلمية شغلت بحوث الحديث النبوي ودراساته مجالاً واسعاً من اهتمام الباحثين، ونتجت من ذلك جهود أثمرت في تمتين القواعد الحديثية بما ينسجم ومعطيات المدرسة الحديثية التي رعاها أئمة أهل البيت عليهم السلام بعد أن اكتسبت مشروعيتها من خلال رعايتهم للحديث النبوي الذي طورد على مدى عقود الصدر الأول الإسلامي، وتمخضت هذه المطاردات عن تغيير طائفة كبيرة من الأحاديث النبوية لصالح الرؤية السياسية التي تزعّمها معاوية بن أبي سفيان الذي لاحق رواة الفضائل – فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام – بعد أن وِرثَ محاولات التشذيب والمطاردة «اللاشرعية» والتي حاولت السلطات إلباسها اللبوس الشرعي متكئة على فتاوى فقهاء السلطة ورواة «فضائلها الموضوعية». ولم تزل محاولات المطاردة تأخذ مكانتها «التقديسية التقليدية» في ذهنية المتلقي المرهوبة من سطوات الحاكم؛ وتحذيرات فقهائه الذين يدورون مدار توجهاته وينشّطون «ماكينة الوضع» التي تنتج أحاديث الفضائل بقياسات الحاكم وذوقه ليرتديها بحلتها «الشرعية» متى ما اقتضت الحاجة إلى ذلك، وتنهال توجيهات السلطة على الحديث لتطال المحدّث ليجد نفسه مرغوماً على ترسيم الحديث بما ينسجم ورؤية الحاكم في سلب التراث الروائي أحاديث الفضائل أو إدخال ما ليس منها، ولم يقتصر الوضع على ذلك بل زجت الكثير من الأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى مطولات حديثية لأسباب: منها التقرب إلى الخليفة كما في رواية غياث بن إبراهيم الذي روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «لا سبق الا في خفٍ أو حافر أو فصل أو جناح»، فأمر له المهدي العباسي بعشرة آلاف درهم بعد أن كان مولعاً بالحمام، ولما خرج الراوي قال المهدي: أشهد أن قفاه قفا كذاب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكانت دواعي هذا الوضع الارتزاق بعد أن وجد الراوي مجالاً خصباً في نشر مثل هذه الأحاديث. ومنها كان بعضهم يرغّبون الناس على قراءة القرآن فوضعوا الأحاديث المرغبة في ذلك كما عند ميسرة بن عبد ربه الذي وضع أصناف الأحاديث المرغبة في قراءة القرآن، فلما عوتب على ذلك قال وضعتها بعد أن رأيت الناس قد رغبوا عن القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث لينصرفوا إلى القرآن. إلى غير ذلك من محاولات الوضع. الا أن أهم الأحاديث النبوية التي طالها الوضع والتحريف هي أحاديث الفضائل التي خضعت لجملة «تجريف» منظمة أسّسَ قواعدها رواد مدرسة التحريف الأولى والتي نجمت عن تحولات سياسية مقيتة اقتضت الحاجة إلى شطب الكثير من الفضائل واستبدالها بفضائل أخرى تقلل من هيمنتها على المشروع الإسلامي وتَئِد التأصيلات الرائدة في هذا المجال، واقتضت عمليات المشروع البديل أن تُعلن عن حظر تام على حديث فضائل أهل البيت عليهم السلام الذي يُعد إحدى آليات المعارضة وسلب الشرعية عن النظام، واستطاعت هذه المحاولات أن توقف العمل إلى وقت محدود بأحاديث الفضائل لكنها لم تستطع الاستمرار فحاولت أن تُحبط الجهود الروائية للفضائل بإيجاد آليات أخرى واختيار محاولات جديدة توهن من انتشار الفضائل ألا أنها لا تستطيع إيقافها وحدها، وعممت صيغاً لمعالجة الأحاديث بطرق التضعيف أو محاولات الإهمال، أو أساليب الترهيب من أجل انحسار المد الجارف لهذه الفضائل التي احتلت مساحات واسعة من مدونات الحديث وملاحمه الروائية وذلك من خلال وضع فضائل بديلة أخرى لهذه الأحاديث من أجل تقليل نفوذها ومحاولات خطرها المحدق بالمشروع السلطوي الحاكم. وفي محاولة الشيخ وسام برهان البلداوي في كتابه الموسوم فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين حاول تسليط الضوء على واقع تاريخي ينساق خلف رغبات السلطة ويعزز من محاولتها في التقليل من أهمية روايات الفضائل الا أنها جوبهت هذه المحاولات برفضٍ يفرضه الواقع العلمي ويعززه التراث النبوي الذي ما زال يسدد هذه الأحاديث ويمتّن علاقتها بالأمة كونها التراث النبوي الذي أريقت من أجله دماء الخيرين.

Excerpt
الحمد لله الذي اجتبى من عباده الأنبياء والمرسلين ثم لم يجعل الناس بعدهم هملا تتقاذفهم أمواج الفتن فجعل لهم برحمته حججا وأوصياء وسفنا يأمن من ركبها ويغرق ويهلك من تخلف عنها، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للأنام محمد بن عبد الله وعلى آله الطاهرين المعصومين سفن النجاة وساسة العباد وأركان البلاد، واللعنة الدائمة التامة على أعدائهم من الإنس والجن أجمعين، آمين يا رب العالمين. وبعد: فقد كنت ومنذ مدّة بعيدة، أحدث نفسي بكتابة بحث أجمع فيه بعض اللآلئ المكنونة من بحر فضائل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ويشدني إلى ذلك الأحاديث الحاثة على كتابة فضائلهم، ومدارسة مناقبهم، والنظر إلى أخبارهم، ورواية ما لهم من المنازل المنيفة، والمراتب الجليلة. ولكن كان يصرفني عن ذلك، وجود كتب كثيرة قديمة وحديثة، تكفلت بذكر مثل هذا الموضوع، فارتأيت أن أتناول فضائل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، من زاوية لم يتم تناولها من قبل، أو ندر تناولها بهذه الكيفية والطريقة، وقد وفقني الله سبحانه إلى تناول فضائلهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين من زاوية الحرب الضروس التي أججت بوجه تلك الفضائل الشريفة، تلك الحرب التي بدأت شرارتها الأولى في اليوم الأول لرحيل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ولم تخمد إلى يوم الناس هذا، ولا أظنها ستطفأ إلى خروج الإمام صاحب العصر والزمان صلوات الله وسلامه عليه. والكتاب الذي بين يديك وان كان مكرسا لدراسة عدة فضائل مختارة من فضائل الأئمة الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وإثباتها، إلا أني لا أحذو فيه حذو المحدثين الذين يجمعون في كتبهم الغث والسمين، ولا انتهج فيه منهج السرد الروائي الخالي من التحقيق والمعمول به في كثير من كتب الفضائل والمناقب، بل أسير فيه على وفق قواعد وأسس ومبادئ ارتضاها محدثو أهل السنة وعلماؤهم، لأني طالعت في أثناء عملي في هذا الكتاب ما يقارب الخمسمائة مصدر وأكثر ما بين كتاب ومقالة، فضلاً عن ذلك المواضيع التي هنا وهناك على صفحات الانترنت، والأقراص الكمبيوترية، لأصل بالقارئ العزيز ومن خلال قواعد المخالفين إلى القناعة القطعية بوجود حرب ضروس شنّها محدثو أهل السنة على فضائل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ومناقبهم، وان مطارقهم ومعاولهم منذ رحيل النبي الأعظم والى يومنا هذا ما زالت تعمل ليل نهار في سبيل تحطيمها وإماتتها، وفي المقابل وجود تعاضد وتلاحم لجهود محدثي أهل السنة في سبيل إعلاء وترميم وإرساء فضائل باقي الصحابة وبالخصوص رموز الدولة الثلاثة وعائشة بنت أبي بكر ومناصريهم وجميع من له يد ساعدت السلطة آنذاك لتثبيت كيانها وتدعيم أسسها. وهو وان احتوى على عدد محدد ومختصر من الفضائل، بسبب من صعوبة استقصاء جميع فضائل أهل البيت الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بالطريقة التي انتهجناها في هذا الكتاب وربما كان مستحيلا، لان فضائلهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لا يمكن الإحاطة بها عددا لكثرتها وترامي أطرافها من جهة، ومن جهة أخرى لكثرة الشبهات والطعون والمطارق التي وجّهها لها علماء أهل السنة ومحدثوهم بهدف تضعيفها وإماتتها أو تحريف مقاصدها، فكل فضيلة من فضائلهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين تحتاج إلى كتاب مستقل حتى يمكن استيعاب جميع طعونهم وأقوالهم فيها، وهو جهد لا طاقة لي به، بل هو جهد مؤسساتي ينبغي على مؤسساتنا الشيعية تسليط الضوء عليه أكثر وبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيقه نصرة منهم لأهل بيت نبيهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين الذين ما زالوا يظلمون قديما وحديثا، والذين ما زالت مطارق أهل الحديث تضرب وبقبضة من حديد على كل ما من شأنه أن يرفع شأنهم ويعلي نجمهم، إذن فهذا البحث الذي بين يديك وان كان قد احتوى على عدد قليل من فضائل هؤلاء الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، إلا انه وباعتقادي يستطيع إيصال حقيقة ما تعرضت له فضائل أهل بيت العصمة والطهارة من الحرب الضروس والمطارق الثقيلة الموجعة من أناس يتبجحون أو يتبجح أتباعهم بأنّ لهم قواعد ومباني ليست عند غيرهم من المذاهب والأديان والتي تسمى بقواعد الجرح والتعديل. وقد قسمنا هذا البحث على خمسة فصول، فكرّسنا الفصل الأول للبحث عن معنى السنة النبوية المطهرة وأهميتها في القرآن وعند المسلمين، وما تعرضت له من اضطهاد وتعسف بعد رحيل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فقد أحرقت وأُتلفت ومنع تدوينها وروايتها وحبس كثير من الصحابة بسبب روايتهم لها ونشرهم إياها، إلى أن نشأت سنة أو مجموعة من السنن الأخرى البديلة التي حلت مكان السنة النبوية المطهرة، وقد استعرضنا ملامح هذه السنن وأهدافها وغاياتها التي أسست على أساسها، وقد مشينا بالقارئ الكريم في هذا الفصل خطوة فخطوة، وأوضحنا له مصير السنة النبوية منذ رحيل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، ومرورا بزمن أبي بكر ومن بعده عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، وبعدهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه، ومن ثم معاوية، ومن بعد حكام بني أمية، والى زمن هشام بن عبد الملك الأموي، الذي كان ومن قبله عمر بن عبد العزيز أول من دون وكتب السنة النبوية المطهرة، ومن ثم ختمنا الفصل بما للإمامين الصادق والباقر صلوات الله وسلامه عليهما من الأثر في تدوين السنة النبوية المطهرة، والذي لولاهما ولولا جهودهما في هذا المضمار لبقيت السنة النبوية المطهرة حبيسة الصدور ومحجوراً عليها إلى يوم الناس هذا. ثم استعرضنا في الفصل الثاني مصير السنة النبوية خلال العصر العباسي الذي نشأت فيه جميع المذاهب الأربعة باستثناء المذهب الحنفي الذي كانت ولادته مبكرة قليلا، وفي هذا العصر أيضا دونت فيه جميع الصحاح والمسانيد والسنن الموجودة الآن، وقد أوضحنا في هذا الفصل بما لا يقبل الشك استغلال السلطة العباسية لعملية التدوين لدس كثير من الأخبار والفضائل والمعتقدات المكذوبة على الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في داخل المدونات والكتب التي صارت فيما بعد مصادر للسنة النبوية يأخذ منها المسلمون أحكامهم ومعالم دينهم، ثم أوضحنا حقيقة مهمة هي عدم نزاهة عملية التدوين التي قام بها أهل الحديث السنة في ذلك العصر فضلاً عن عدم هياديتها، فقد تدخلت الأهواء والعصبية والتمذهب كعناصر أساسية قامت عليها عملية التدوين، أضف إلى ذلك عمليات السرقة والسطو على كتب بعض أهل الحديث من بعضهم الآخر، فضلا عن وجود بيوت كاملة تعمل ليل نهار بهدف اختلاق الحديث، ومن ثم أخذنا بيد القارئ الكريم في جولة قصيرة ومهمة للغاية للبحث في أهم الصحاح والمسانيد والكتب الروائية الموجودة والمشهورة في عصرنا هذا، فأخذنا على عجالة أربعة نماذج هي؛ موطأ مالك بن أنس، ومسند احمد بن حنبل، وصحيحا مسلم والبخاري، وأثبتنا بما لا يقبل الشك تعرض هذه الكتب إلى التحريف والتزوير والدس والتلاعب من النساخ والناقلين والتلاميذ والرواة، وان ليس للقوم كتاب واحد لم يتعرض لكل ذلك، كما انهم لا يستطيعون أن يجزموا بصحة صدور جميع هذه الكتب، وكذلك لا يستطيعون أن يقطعوا بأن هذه الكتب التي بين أيدينا هي نفسها التي كتبها أصحابها من دون زيادة ولا نقيصة، وهذه مصيبة عظيمة وطامة كبيرة تقضي على مصداقية جميع مدونات أهل السنة الروائية ووثاقتها. وهذا المبحث ما كنا لنثيره ونتعرض له لولا تلك الهجمة الشرسة التي تتعرض لها مدونات الشيعة وكتبهم الروائية من كثير من علماء أهل السنة ومحدثيهم ومثقفيهم، وبالخصوص تلك الهجمات التي تشنها الفرقة الوهابية المارقة، فيكون إثارة هذا الأمر بناءً على هذا ردا ودفاعا عن أهم مقدساتنا، لان مدوناتنا الروائية هي التي نقلت جميع الكلمات والأحاديث والعقائد والأحكام التي ورثناها عن أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فضربهم لها وحربهم عليها معناه ضرب جميع تلك الأحكام والعقائد والأحاديث، كما ان الدفاع عنها يعدّ بمنزلة الدفاع عن جميع تلك الأمور المهمة. وقد كرسنا الفصل الثالث لدراسة تناقض علماء أهل السنة ومحدثيهم وتضاربهم في قواعد الجرح والتعديل التي على أساسها قيموا جميع أحاديث الفضائل ورواياتها لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وفضائل غيرهم من الصحابة، وقد استطعنا بحمد الله إثبات شيئين مهمين: الأول: هو عدم وجود قواعد واضحة ومتفق عليها بين علماء أهل السنة ومحدثيهم في مسألة التقييم والتصحيح والتضعيف للروايات النبوية الشريفة، فكل محدث له قواعد خاصة به تختلف عن قواعد باقي المحدثين وضوابطهم، وكل محدث له موازين للتوثيق والجرح تختلف عن غيره، فترى الراوي الواحد تختلف فيه الأقوال بشكل متضارب وملفت للانتباه، فشخص يوثقه وآخر يكذبه وثالث يتوقف بأمره وآخر يرميه بالبدعة وهكذا، وكذلك فعلوا مع الأحاديث والروايات الشريفة، فكل محدث يحكم على الرواية من جهة ما وضع من موازين خاصة به،لذلك ترى بعض يحكم على رواية ما بأنها صحيحة، بينما يحكم بعض الآخر بأنها مكذوبة ضعيفة لا يحل ذكرها ولا روايتها، ولم يقتصر هذا التضارب في القواعد والمناهج بين المتقدمين حتى سرت نار الاختلاف والتضارب بين المتقدمين والمتأخرين، وبين المتأخرين بعضهم مع بعضهم الآخر. الثاني: تأثير العصبية المذهبية والحسد والبغضاء في قواعد التوثيق والجرح المعتمدة عندهم ومنهجه، فكم من ثقة ردت روايته بسبب الحسد، وكم ثبت شنع عليه بسبب العصبية المذهبية، وكم من رواية صحيحة قد كذبت بسبب البغضاء ما بين المحدثين أنفسهم، أو ما بينهم وبين باقي المحدثين من المذاهب الأخرى، وقد ضربنا لهذه الحقيقة عدة شواهد مهمة. ومن ثم ختمنا هذا الفصل باستعراض مجموعة من التناقضات في مناهج بعض المحدثين الذين عليهم المعول في علم الجرح والتعديل كالبخاري وابن حبان وابن معين وغيرهم، ثم أوردنا تعجب بعضهم من بعض على عدم مراعاتهم للقواعد التي أسسوها، ومن تضارب أقوالهم في مسألة واحدة، ومن اختلاف أقوالهم في ثوثيق راو واحد وغير ذلك من الطامات. ولم نكن لنخوض في هذا الفصل لولا ارتباط هذا الموضوع بموضوع كتابنا ارتباطا وثيقا؛ لان هذه القواعد المتضاربة والمتناقضة هي التي استغلت في سبيل ضرب أحاديث فضائل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وتحطيمها، وكذلك لم نكن لنخوض هذا المبحث لولا الهجمة الشرسة التي شنها كثير من علماء أهل السنة وكتّابهم ومحدثيهم على مذهب أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فكثير ما كتب علماء أهل السنة وشنعوا وروجوا بأن علماء الشيعة لا موازين لهم في علم الحديث، ولا قواعد لهم في علم الرجال والدراية، وان أهل السنة وعلماءهم هم من أسس أساس هذا العلم ووضع قواعده، وأنّهم أصح حديثا وأسلم قواعد من علماء الشيعة ومحدثيهم، وهذا الفصل فيه فصل لهذه الفرية فهو يثبت ان القوم لا قواعد لهم ولا هم يحزنون، وانهم لا يملكون سوى آراء متضاربة، ومذاهب وقواعد متشعبة مختلفة لا يجمع بينهم جامع. أما الفصل الرابع فقد استعرضنا فيه أربعة من فضائل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وأوضحنا موقف علماء أهل السنة ومحدثيهم تجاهها، وكيف حاولوا بكل جهد وحيلة، أن يحطموا هذه الفضائل بما أوتوا من قوة ووسيلة، وكيف سخروا معاولهم ومطارقهم لهدم هذا الصرح الذي أسس أساسه النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يخل هذا الفصل من شرح لكثير من القواعد الرجالية، وتراجم كثير من الرواة، والرد على كثير من إشكالات ابن تيمية وغيره من المتعصبين وشبهاتهم، ومسائل أخرى كثيرة وجديرة بالمطالعة. أما الفصل الخامس والذي ختمنا به هذا الكتاب فقد كرسناه للحديث عن تساهل علماء أهل السنة ومحدثيهم في تعاملهم مع أحاديث فضائل الصحابة من غير أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فأخذنا بعض أحاديث فضائل كل من أبي بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب كنموذج من نماذج الازدواجية في تعاملهم مع أحاديث الفضائل، ففي الوقت الذي نراهم يتعاملون مع فضائل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بكل تصلب وشدة ويدوسون معها على كل قيمة وقاعدة علمية، فيكذبون تارة ويدلسون أخرى ويحرفون ويحذفون ويرتكبون كل عظيمة في سبيل تحطيمها وتكذيبها، لكنهم وحينما يأتون إلى فضائل الصحابة عموما وفضائل أبي بكر وعمر وعائشة على وجه الخصوص يتغيرون وتتبدل تلك الشدة وذلك التصلب إلى لين وسهولة وتسامح، فنراهم يصححون الضعيف، ويقوون الهالك، ويوصلون المنقطع، ويجعلون أوضح قواعد الجرح والتعديل تحت أقدامهم، كل ذلك وغيره قد تم إثباته في هذا الفصل. نسأل الله أن يوفقنا وجميع القراء الكرام إلى كل خير إنّه نعم المولى ونعم النصير، والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله على نبينا الكريم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

 
 



Copyright © World Library Foundation. All rights reserved. eBooks from Project Gutenberg are sponsored by the World Library Foundation,
a 501c(4) Member's Support Non-Profit Organization, and is NOT affiliated with any governmental agency or department.