Add to Book Shelf
Flag as Inappropriate
Email this Book

تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء : Volume 2

By البلداوي, وسام, الشيخ

Click here to view

Book Id: WPLBN0004023737
Format Type: PDF eBook:
File Size: 4.79 MB
Reproduction Date: 11/13/2015

Title: تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء : Volume 2  
Author: البلداوي, وسام, الشيخ
Volume: Volume 2
Language: Arabic
Subject: Non Fiction, Religion, كربلاء
Collections: Authors Community, Islam
Historic
Publication Date:
2015
Publisher: شعبة الدراسات والبحوث الاسلامية في قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة
Member Page:

Citation

APA MLA Chicago

وسام البلداوي, B. ا. (2015). تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء : Volume 2. Retrieved from http://gutenberg.cc/


Description
مقدمة اللجنة العلمية من عاشوراء الطفوف .. حتى عاشوراء الظهور.. الإعلام والإعلام المضاد.. مفردتان تتناوبان على مجمل الحركة الفكرية التي تشهدها الساحة الإسلامية منذ تاريخها نشوءاً بل استمراريتها حدوثاً وبقاءً، والمقصود من الساحة الإسلامية هي الساحة التي تحكمها الحالة الشيعية، تلك الحالة التي تُعد من أبرز متغيرات التحولات العقائدية عند بروز المذاهب الإسلامية، والمقصود من المتغيرات هنا: المتغيرات التي حافظت على أساسيات الاعتقاد الإسلامي الذي معه بدت الحالة الشيعية تأخذ صدارة الأحداث، فالقرارات السياسية الجائرة التي تعمل على طمس الحقائق الإسلامية رافقتها حالة الانكفاء والتحيز إلى النكوص والالتواء على الثوابت العقائدية، دون الأخذ بنظر الاعتبار مصادر التشريع وامتداداته المتمثلة بأئمة أهل البيت عليهم السلام، في حين بقيت الحالة الشيعية – وبالرغم من ظروف المطاردة والإقصاء – تتألّق بثقافتها الإعلامية المصادرة، لكنها المصدّرة ضمن مشروعها الإعلامي العظيم الذي أسسه أئمة أهل البيت عليهم السلام ومن خلال قنواتها الإعلامية – الفكرية التي تفرّد بها هذا الكيان المطارد لكنه صاحب المبادرة في طرح الفكرة.. الحادثة.. المظلومية.. القضية.. وكل ما لهذا التاريخ من اعتبارات التأسيس والتأصيل ومن ثم الاستمرار، «فعاشوراء» القضية الأبرز من بين القضايا الشيعية تأخذ على عاتقها مظلومية أمة تمتد من عاشوراء الطف حتى عاشوراء الظهور.. أي من كربلاء الحسين الشهيد المنتصر.. حتى كربلاء المهدي القائد المنتصر، ولابد لهذه القضية من آليات الإعلام الحي، ومعنى «الإعلام الحي» ذلك الإعلام المنتصر بأدوات الحقيقة وتفاعلات الحدث، فإعلامنا اليوم يتابع القضية من خلال رؤية شخصية، أو واقعة عامة، أو صيغة خاصة تتأرجح بين الاحتمال واليقين، أو بين الممكن وغير الممكن، أو بين الخطأ والصواب، في حين الإعلام العاشورائي يقدّم الحقيقة كما هي لكنها الحية التي تعيش في الضمائر والوجدانيات.. فزيارة عاشوراء تلك الفلسفة المختزلة بين حنايا سطور النصوص الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، تقدّم الصيغة المعتمدة في قراءة الحدث وبكل تفاصيله، والمختزل بكل بلاغته، والممتد بكل عنفوانه في مطاوي النفس كما هو ممتد في آفاق الزمن المطارِد والمطارَد بحيثياته الحقيقية والموضوعية. وزيارة عاشوراء، بما لها من مزايا الطرح الموضوعي بل والتاريخي الا انها بحاجة إلى قراءة تأخذ على عاتقها شروحات الألفاظ كما هي شروحات الأحوال التي رافقت واقعية هذا الطرح المعصومي الرائع.. لذا فإن كتاب تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء لجناب الشيخ وسام البلداوي يوقفنا على حقائق التاريخ بصيغها الموضوعية، وبكل حيثياتها العاطفية.. لكنها الموضوعية...

Summary
المقدمة ان ليوم عاشوراء من عام واحد وستين للهجرة خصوصية امتاز بها عن سائر الأيام، إذ لولاه لمحق الدين وضاعت أحكامه، ولولاه لنحر بنو أمية الإسلام نحر الأضاحي، ولولاه لما رفع على المآذن اليوم صوت يشهد لله سبحانه بالتوحيد وللنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة، ولولاه لأصبح دين الناس اليوم هو دين يزيد بن معاوية عليه اللعنة، الذي لا يعرف إلا السكر والمجون واللعب بالكلاب والقرود. فبعاشوراء عرف الناس معالم دينهم، وبعاشوراء حفظت حرمة الإسلام، وبعاشوراء وحد الله سبحانه وتعالى حق توحيده، وبعاشوراء أقيمت الصلاة وبقيت الفرائض، وبعاشوراء افتضح أرباب الفسق وانكشف أهل الريب والنفاق، وبعاشوراء حفظت حرمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أن تنتهك من قبل الشجرة الملعونة في القران، ولو أننا بقينا نعدد فوائد ذلك اليوم لما وقف بنا الحال عند حد معين، فما زالت السنين تمر وفي كل يوم يتضح معنى جديد من معاني عظمة ذلك اليوم، وفي كل يوم يخرج علينا باحث ودارس يكشف الجديد مما غاب عن أقرانه الذين سبقوه، ولسوف لا تتوقف هذه الاكتشافات في يوم من الأيام، إلى أن يقوم الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه فيكشف جوهر العظمة وسر الخلود لذلك اليوم الذي حير عقول العظماء والبسطاء على حد سواء. وهذه العظمة وتلك الأهمية ليوم عاشوراء امتدت لتشمل كل ما يمت لهذا اليوم بصلة من قريب أو بعيد، وزيارة عاشوراء التي نحن بصدد شرح مضامينها ليست بمستثناة عن هذه القاعدة، فعظمتها مستوحاة من عظمة ذلك اليوم، ومضامينها تحمل أسرار ذلك اليوم الذي لم يكشف الزمان كل جزئياته إلى يوم الناس هذا. كما ان لهذه الزيارة العظيمة علاقة وثيقة وشبها كبيرا مع أصل واقعة عاشوراء، فواقعة عاشوراء لم يزل أهل العلم وأرباب العقول وهم يكتشفون معنى جديدا من معانيها لم يكن مكتشفا من قبل، وكذلك الحال بالنسبة لزيارة عاشوراء، فلم تزل الأقلام تكتب أسرارها وتبين عظيم مضامينها والى يوم الناس هذا لم تنفد جميع أسرارها ولا فنيت كل مضامينها، وستبقى الإنسانية تنتهل من مناهل هذه الزيارة العظيمة، ما دام للإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه ذكر، وما دام ليوم عاشوراء وجود. ولا تتوقف عظمة هذه الزيارة على مجرد ما تحويه من مضامين عالية وحقائق مهمة، بل قد ثبت بالنقل والتجربة ان لها أثارا تكوينية عجيبة سواء في قضاء الحوائج ونيل المقاصد الدنيوية، أو في رفع الدرجات وحط السيئات في عالم الآخرة، وهو أمر قد ذكره الباحثون من قبل، وليس في ذلك غرابة ولا استكثار على زيارة اهتم بها الجليل من فوق سبع سماوات، واهتم بها أهل البيت عليهم السلام فقد روي عن صفوان عن أبي عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه انه قال له: (تعاهد هذه الزيارة وادع بهذا الدعاء وزر به فإني ضامن على الله لكل من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد، أن زيارته مقبولة وسعيه مشكور وسلامه واصل غير محجوب وحاجته مقضية من الله تعالى بالغة ما بلغت ولا يخيبه. يا صفوان، وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي، وأبي عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام مضمونا بهذا الضمان عن الحسين عليه السلام والحسين عليه السلام عن أخيه الحسن عليه السلام مضمونا بهذا الضمان والحسن عليه السلام عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام مضمونا بهذا الضمان، وأمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله مضمونا بهذا الضمان ورسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عليه السلام مضمونا بهذا الضمان وجبرئيل عن الله عز وجل مضمونا بهذا الضمان، وقد آلى الله على نفسه عز وجل أن من زار الحسين عليه السلام بهذه الزيارة من قرب أو بعد ودعا بهذا الدعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغة ما بلغت، وأعطيته سؤله ثم لا ينقلب عني خائبا، وأقلبه مسرورا قريرا عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنة والعتق من النار وشفعته في كل من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت آلى الله تعالى بذلك على نفسه، وأشهدنا بما شهدت به ملائكة ملكوته على ذلك، ثم قال جبرئيل: يا رسول الله ــ إن الله ــ أرسلني إليك سرورا وبشرى لك، وسرورا وبشرى لعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولدك وشيعتكم إلى يوم البعث)( ). ثم قال صفوان: قال لي أبو عبد الله صلوات الله وسلامه عليه: (يا صفوان إذا حدث لك إلى الله حاجة فزر بهذه الزيارة من حيث كنت وادع بهذا الدعاء وسل ربك حاجتك تأتك من الله، والله غير مخلف وعده ورسوله صلى الله عليه وآله بمنه والحمد لله...)( ). فهذه الزيارة إذن هي ليست كباقي كلامهم المعتاد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وان كان كل كلامهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين نوراً وحكمة وموعظة، إلا أن هذه الزيارة لها سنخية الأحاديث القدسية التي أوحى الله سبحانه بها إلى جبرائيل ونزل بها جبرائيل عليه السلام إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وأودعها النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى خلفائه الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ثم أفيضت من قبلهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين إلى شيعتهم شأنها شأن باقي العلوم التي لولاهم لما اطلع على حقيقتها احد من العالمين. وزيارة عاشوراء على وفق تلك الضمانات التي تقدمت في حديث صفوان السابق لو أردنا أن نشبهها بباقي أحاديث أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين من حيث قوة النقل والإسناد لما كان لها شبه إلا بما يعرف بحديث سلسلة الذهب المروي عن الإمام الرضا صلوات الله وسلامه عليه( )، ففي كلتا الروايتين ينقل فيهما الإمام الرواية عن الإمام الذي قبله وكلهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ينقلون عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرائيل وجبرائيل عليه السلام عن الله سبحانه وتعالى، فإذا كان حديث الإمام الرضا صلوات الله وسلامه عليه إنما سمي بحديث سلسلة الذهب لان رواته هم من بمنزلة الإمام عن الإمام عن النبي عن جبرائيل عن الله سبحانه، فحقيق على كل منصف أن يسمي زيارة عاشوراء بزيارة سلسلة الذهب لنفس العلة ولاتحاد الملاك في كلتا الحالتين. ثم ان أهمية كون زيارة عاشوراء حديثاً قدسياً هو صدق مضامينها وما احتوت عليه من وقائع، سواء الوقائع الكونية، أو الوقائع التاريخية، لان كلام الله عز وجل صادق لا يتخلف ولا يحتمل الكذب، وهو أمر بديهي عند كل المسلمين لا يحتاج بيانه إلى البرهان. وفي كون مضامينها صادقة لا تحتمل الكذب خدمة كبيرة للموغل بحثا في أعماق التاريخ، فالحقيقة التي ينشدها كل الأحرار في العالم موجودة في طيات هذه الزيارة، لان الباحث المنصف طالما عانى وما زال يعاني من المجاملة التي تحيط بالنص التاريخي، فالنص التاريخي كما هو معروف سواء في أثناء تدوينه وكتابته في المراحل الأولى، أو في أثناء نقله إلى الغير جيلا بعد جيل، قد تعرض إلى التشويه والتشويش والاضطراب لأسباب جمة ودواعٍ مختلفة من الترغيب والترهيب، مما أدى في كثير من الأحيان إلى ضياع أصل الحقيقة ومجيء صورة أخرى لا تمت بصلة إلى تلك الحقيقة. وبناءً على ما سبق يمكن لنا أن نضع قاعدة مهمة هي: لو تعارض النص التاريخي المتداول بين أيدي الناس مع مضمون فقرات الزيارة ومفرداتها، فلا يمكن حينئذ أن نرفع اليد عن الزيارة بحجة ان التاريخ ــ الذي قد عرفت حاله ــ لا ينسجم مع تلك الزيارة أو بعض فقراتها، بل في حال التعارض بين فقرات الزيارة الشريفة وما بين النص التاريخي، لابد وان نقدم نص الزيارة وما احتوته من معلومة على ذلك النص التاريخي المتعارض، وذلك لان زيارة عاشوراء كلام قدسي صادر من اعلى سلطة تكوينية وتشريعية في هذا الكون وهو الله سبحانه، والذي يعلم كل خافية وكل صغيرة وكبيرة في هذا العالم، فلا يمكن والحال هذه أن يتسرب إلى إخباراته الكذب بحال من الأحوال، بعكس النص التاريخي الذي ثبت بالتحقيق تعرضه لكثير من حالات الكذب والتزوير والإخفاء العمدي أو السهوي لكثير من تفاصيله وحيثياته وبالخصوص التي تحدثت عن ظلامة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وسوء ما واجهتهم به الأمة ولزمن طويل. وعليه فإذا ما أراد كل باحث عن الحق أن يتعرف على حقيقة ما جرى في تلك الحقبة التاريخية من دون رتوش أو مجاملات فما عليه إلا أن يمعن الفكر والنظر في ما احتوته زيارة عاشوراء من حقائق، لأنها قد حكت لنا الواقع بما هو، وبما ينبغي على المؤرخ المنصف أن ينقله. فنتيجة لكل ما لهذه الزيارة الشريفة من الأهمية العظيمة والمنزلة الرفيعة ارتأيت أن أدلو بدلوي لأُسهم في شرح مقاصد هذا السفر العظيم وتبيان إشاراته، غير أني لم أكمل شرح جميع ما احتوته هذه الزيارة الشريفة، لأسباب كثيرة منها ما هو متعلق بإمكانية كاتب هذه السطور العلمية والمعرفية، إذ إني أرى ونتيجة معايشتي الطويلة لهذه الزيارة وفقراتها قلة بضاعتي تجاه ما تحتويه هذه الزيارة من أسرار وإشارات وحقائق يعجز عن فهمها وإدراكها من هم بمثل منزلتي، فعند الله سبحانه وعند الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه التمس العذر في عدم إكمال الشرح والإيضاح لجميع فقرات هذه الزيارة التي حيرت عقول فطاحل العلم وجهابذة الفكر قديما وحديثا فكيف بمن هم مثلي من قليلي الزاد؟!، هذا سبب، والسبب الآخر أن الاستغراق في شرح جميع فقرات هذه الزيارة الشريفة وكلماتها تأخذ من الباحث سنين طويلة من عمره، فيما لو أراد أن يعطي الزيارة حقها، ويحيط بكل جوانبها، وهذا ما لم يكن لنا صبر عليه، لأني والى هذه الساعة أمضيت ما يقارب السنتين في شرح فقرات هذه الزيارة الشريفة وإيضاحها، ولكني لم ابلغ منها النصف، فكيف لو قدر ومضينا لإتمام جمع فقراتها وألفاظها، فاني سأحتاج ولا ريب إلى ثلاث أو أربع سنين أخرى لإتمام الباقي، وهو وقت طويل، لذلك استشرت بعض الأخوة الأفاضل ممن له الباع الطويل في البحث والتأليف في الاستمرار ومواصلة البحث او التوقف والاكتفاء بما تم شرحه، فأشار علي جزاه الله خيرا بالاستخارة وطلب المشورة من الله سبحانه، فاستخرت الله سبحانه وقد اختار لي وهو علام الغيوب ان التوقف والاكتفاء بما تم شرحه وإيضاحه هو المتعين، وان التفرغ لأبحاث أخرى هو اللازم، ولا عجب في ذلك فالهجمة اليوم من أعداء المذهب باتت بأوجها، وان تكالب النواصب لمحق دعائم هذا المذهب الحق قد بلغ منتهاه، فأصبح من الضروري بل من الواجب أن يبذل كل من له القدرة على الدفاع غاية مجهوده لرد أباطيل أولئك النواصب الأشرار وتفنيدها، وفقنا الله سبحانه لذلك، ونسأله سبحانه العون والتوفيق، والمدد والمعونة من سادتي وأئمتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. عبدكم يا سادتي الشيخ وسام برهان البلداوي من داخل حرم مولاي الحسين الشهيد صلوات الله وسلامه عليه 9 صفر الخير 1432 للهجرة النبوية الشريفة 14 كانون الثاني 2011 ميلادي

Excerpt
منهجنا في البحث لا يخفى أن كل نص أو حديث تاريخي أو ديني مركب في الحقيقة من أمرين: الأول: سند هذا الحديث والحاوي على مجموعة من الرجال الذين قاموا بإيصال ذلك الحديث إلينا. الثاني: متن ذلك الخبر والحديث، والمتضمن لجملة أو عدة جمل لفظية، نطق بها المتكلم أراد من خلالها إفهام الآخرين لمقصده سواء في ذلك السامع المباشر أو الأعم منه. وزيارة عاشوراء غير خارجة عن هذا التركيب، وقد اعتاد من أراد إثبات صحة صدورها عن المعصوم الدخول في معترك حرب السند ورجال الرواية، فهم ما بين قاطع مسلم، أو مشكك نافٍ، أو مثبت لبعض أجزائها ومنكر للبعض الآخر، وقد دارت بين هؤلاء وهؤلاء مناوشات كلامية يطول سردها ولا طائل من ذكرها. غير أننا رأينا أن نعالج قضية إثبات صدور هذه الزيارة عن المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، والقطع بصحة كل ما احتوت عليه من مضامين من جهة أخرى تغنينا والقارئ الكريم عن الخوض في معترك الرجال ومصطلحات هذا الفن، وذلك بثلاثة طرق: الأول: عرض لأقوال مجموعة من العلماء الأعلام وآرائهم وفتاواهم بخصوص صحة زيارة عاشوراء من حيث السند والمتن، وهذه الأقوال والفتاوى تعدّ كما لا يخفى على عاقل شهادة يمكن الاعتماد عليها من الناحية العلمية، لان هؤلاء الأعلام حينما يصححون الإسناد والمتن لأي خبر من الأخبار والنصوص الدينية فإنهم لا شك قد بذلوا الجهد في التقصي والبحث عن كل حيثيات ذلك السند أو المتن وملابساتهما وبشكل علمي متخصص، ووفق قواعد الجرح والتعديل المعروفة والمعمول بها في علمي الدراية والرجال، فإذا ما اقر هؤلاء الأعلام صحة رواية ما فإن المكلف لا شك يطمئن إلى صحة ما صححوه، بوصفهم من أهل الخبرة وممن قضى العمر في هذا الميدان، وهذا ما يغنينا عن البحث اعتمادا على أقوالهم وما وصلوا إليه من النتائج( ). الثاني: إثبات مضمون كل فقرة من فقرات هذه الزيارة العظيمة في بقية الأدعية والزيارات الصادرة عن أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فيكون وجودها في تلك الزيارات وذكرها في تلك الأدعية أو الروايات شاهد صدق على صحة صدورها عن الإمام المعصوم صلوات الله وسلامه عليه. الثاني: إثبات صدق تحقق هذه المضامين في الخارج، فحينما نأتي مثلا إلى عبارة (فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسَّسَتْ أَسَاسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ) نجد أنّ الذي أشارت إليه هذه الفقرة قد تحقق فعلا، فقد ثبت تاريخيا ان هنالك مجموعة من الأولياء عرفوا باسم أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وان هنالك ظلماً وجوراً قد مارسته الأمة ضدهم، وان هنالك من أسس لهذا الظلم والجور، فنستنتج من صدق وقوع ذلك خارجا صدق صدورها عن المعصوم صلوات الله وسلامه عليه. هذا هو منهجنا لإثبات هذه الزيارة الشريفة ومعالجتها من حيث صحة صدورها عن أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وأما من حيث متن هذه الزيارة الشريفة، ولان كلامهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أشبه شيء بالقرآن الكريم، فكما أن للقرآن ظاهراً وباطناً، كذلك لكلامهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين معنى ظاهر ومعنى أو عدة معانٍ باطنة، كما قال المحقق البحراني في (الحدائق الناضرة): (فإن أخبارهم كالقرآن لها ظهر وبطن)( )، وقال الحسن بن سليمان الحلي في (مختصر البصائر): إن أحاديث الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» وأهل بيته صلوات الله عليهم تحذو حذو القرآن العزيز، ففيها المحكم والمتشابه، والخاص والعام، والناسخ والمنسوخ، والمجمل والمفصل، إلى غير ذلك)( )، لذلك وجب التفتيش قدر المستطاع عن كل ما يمكن أن يكون معنى محتملاً لعبارات الزيارة وفقراتها، وذلك بالاستعانة بالآيات القرآنية والنصوص الروائية والمعاجم اللغوية والنصوص التاريخية وكل ما يكون من شأنه أن يساعدنا على فهم النص أكثر، ولسوف يثبت بالدليل الذي لا يقبل الشك ان هذه الزيارة العظيمة المضامين أوسع وأعمق من أن تفهم بالقراءة السطحية العابرة، وان مضامينها ما زالت ومنذ صدورها إلى اليوم بل إلى يوم القيامة طرية حية.

 
 



Copyright © World Library Foundation. All rights reserved. eBooks from Project Gutenberg are sponsored by the World Library Foundation,
a 501c(4) Member's Support Non-Profit Organization, and is NOT affiliated with any governmental agency or department.