إنّ الشرع الحنيف أولى اهتماماً في بيان بعض المزايا والصفات الكمالية العالية التي تتمتع بها أُمّ المعصوم سواء في المجال العلمي أم العملي, المادي أم المعنوي, فعندما يذكر القرآن الكريم السيدة مريم÷ (اُمَّ نبي الله عيسى×) فقد يكشف أنّها محدثة الملائكة ومطهرة من كل شائبة, وقد احتلت مرتبة الاصطفاء من قِبَل الله وأصبحت سيدة نساء عالمها, كما يتضح من قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِين...
آثار الأمّ على الجنين
تحظى الأمّ بمكانة رفيعة لا تقل أهمية عن مكانة الأب إذا لم تزد عليها, وهذا ما أكده الشّرع الحنيف وفسّره العلم الحديث, فهي بمثابة المنعطف الكبير لتأهيل البشر وإعداد الأجيال, حيث أنّ المجتمعات عبارة عن شعوب وقبائل وأسر, ونواة هذه الأسر الزوج والزوجة (الأبوان) فهما أصل التكاثر البشري بما جعلته الحكمة الإلهية لاستمرار الحياة الإنسانية في عالم الدنيا, ولو لاحظنا ذلك لوجدنا الأمّ أكثر تأثيراً وانفعالاً وأنها لها الحظ الكبير في إعداد الأجيال على الصعيد الم...